إنك عندما تتأمل آيات الكتاب العزيز وتتجول في رياض السنة المطهرة , فإنك سترى أن " العلم
و العـــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــل قريــــنـــــــــــــــــــان لا يـــــــــــــنـــــــــــــــــــــفـــــــــكـــ ــان " .
مثلاً الآيات التي ورد فيها الحث على الإيمان الذي هو أول الواجبات فسوف تجد معه " العمــــل
الصالح " (" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات …") وقد أحصى بعضهم هذه المواضع فأوصــــــلـها
إلـــــــــــــــــــــــى نــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــو 200 مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوضــــــــ ـــــــــــــع .
والذي ينظر في الغاية من إرسال الرسل فإنه سيوقن بأنهم جاءوا لتعليم الناس لكي يعملـــــوا
بمــــــا تعلموه , ليتحقـــــق لــــــهـــــــــــــــــــم ســــــــــــــبـــــــــــــل النـــــــــــــــجـــــــــــــــاة .
والذي يعرف الهدف من خلق الخلق هو العبادة وهذه العبادة لها قانون وهو: أن " العبادة لا تتـم
إلا بالـــــــــــــــعــــــــــــــــلــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــم و الــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــمــــ ــــــــــــل
والعلم مصححُ للعمل , ولا يصح العمل إلا على قانون العلم , قال البخاري : باب العلم قبل القول
و العمــــــــــــــــل , قـــــــــــــــــــــال تعالــــــــــــــــــــــــى ( فاعلــــــــــــــــــــــم أنه لا إله إلا الله ).
ولعل من الفروق بيننا وبين أهل البدع أننا جمعنا بين العلم الصحيح والعمل الصحيح , أما هــــم
, فإما : علم بالشيء ثم مخالفته في الجانب العملي , وإما جهل بالشيء والتعبد بما ليـــــس
لـــــــــــــــــــــــــــــه أصـــــــــــــــــل فــــــــــــــــــــــي الشـــــــــــــــــريـــــــــــــــــعــــــــــ ـــــــــــــة .
ومن جانب آخر , فإن المنهج الذي سار عليه سلف الأمة هو " العلم والعمل " وهكذا تربـــــــــى الصــحابة ,
والخير كلـه فـــــــي الســــــير على منهجـــــــــــــــــــهـم وطريقتــــــــهـــــــــــــــــــم .
وأيضاً فإن هذا العلم الممدوح طالبه سيكون من ضمن الأسئلة الربانية لحامله " لن تزول قدمــــا عــــــــــــبد …. وعـــــــــن عــــــــلـــــــــــــــــــــــمه مـــــــــــــــــــــاذا عمـــــــــــــــل بـــــــــــــــــــه "
وهذا القرآن العظيم الذي هو أساس العلوم سيكون للعامل به شفيعاً " فإنه يأتي يوم القيــــامة شفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــيعــــــــــــــــــــــــــــــــاً لأصحابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـه ".
وأما أولئك الذين أعرضوا عن العمل به فإنه سيكون خصماً لهم " والقرآن حجة لك أو علـــــــــيك ".
لذا كان لزاما ً على كل من سار في طريق العلم أن يصطحب معه العمل و ليصلا سوياً إلـــــــى "
جـــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــات الخـــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــود ".
و سامحوني على القصور …