بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ كلامي بالصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأحمد الله على نعمة العلم وعز من قال "علم الإنسان مالم يعلم"..
عندما اخترت موضوع " علم النفس " توقعت أن يكون الموضوع ذو جوانب وتاريخ محدد، ولكن مع البحث وجدت أننا بعيدين كل البعد عن معرفة هذا المجال. مجرد قراءة بعض العناوين الخاصة بهذا الموضوع وكم الكتب التي تتحدث عنه جعلني أقف مع نفسي وأسألها أين نحن من كل هذا، أنه عالم كبير مليء بالعظماء والمشاهير ولكن للأسف نحن لا نقرأ عنهم، ونتيجة لذلك أصبح لدي شوق أكبر لأن أطلع وأعرف المزيد عن هذا العلم وإن كانت هذه الوريقات لا تكفي أن اسرد كل ما سأقرأ عنه ولكن سأضع بشكل موجز أهم ماتوصلت إليه .
ومن اجل أن يكون التقرير موجز ومليء بالمعلومات المفيدة سأركز على سبب التسمية وبداية العلم وتطوره واهم ميادينه وسنتحدث عنها جميعا بشكل موسع فيما يلي :
علم النفس
علم النفس (Psychology) (باليونانية: ψυχολογία) هو الدراسة الأكاديمية والتطبيقية للسلوك، والإدراك والآليات المستبطنة لهما. يقوم علم النفس عادة بدراسة الإنسان لكن يمكن تطبيقه على غير الإنسان أحيانا مثل الحيوانات أو الأنظمة الذكية.
تشير كلمة علم النفس أيضا إلى تطبيق هذه المعارف على مجالات مختلفة من النشاط الإنساني، بما فيها مشاكل الأفراد في الحياة اليومية ومعالجة الآمراض العقلية.
باختصار علم النفس هو الدراسات العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية، ويمكن تعريفه بأنه: "الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبوءبه والتحكم فيه.
التسمية
يرى العلماء أن جذور المصطلح الإنجليزي لعلم النفس تأتي من موضوعين هما: الفلسفة والفسيولوجيا، وكلمة سيكولوجية (نفسية) تأتي من الكلمة اليوناينة Psyche=engl.soul والتي تعني الروح وLogos وتعني دراسة العلم، وفي القرن السادس عشر كان معنى علم النفس "العلم الذي يدرس الروح أو الذي يدرس العقل"، وذلك للتمييز بين هذا الاصطلاح وعلم دراسة الجسد، ومنذ بداية القرن الثامن عشر زاد استعمال هذا الاصطلاح "سايكولوجية" وأصبح منتشرا.
بداية علم النفس
يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة التي تم إنشاؤها وإدخالها لأول مرة في المختبرات في سنة 1879م على يد عالم النفس الألماني وليم فونت، وقد استخدم فونت (Vont) طريقة الاستبطان أو التأمل الذاتي لحل المشكلات وكشف الخبرات الشعورية، وأطلق فونت على هذا العلم اسم علم دراسة الخبرة الشعورية وبذلك يعتبر فونت هو المؤسس الحقيقي لعلم النفس، وهو الذي قام باستقلالية هذا العلم عن الفلسفة.
تطور علم النفس
أسس وليم فونت المدرسة البنائية في علم النفس معتمدا على عملية الاستبطان التي قامت على التعرف على مشكلات الشخص عن طريق الشخص نفسه, ومساعدته في حل هذه المشكلات, وتصحيح رؤيته لها, فعلى سبيل المثال هناك من يعتقد أن الله خلقه ليعاقبه أو لتكون نهايته في الجحيم "النار", وبناء على هذا الاعتقاد يتصرف بتمرد أو يأس أو يكون مضطهدا للمجتمع ومضادا له، فيتم استخدام طريقة الاستبطان مع هذا الشخص لتصحيح هذا الاعتقاد الخاطئ لديه، ولذلك طرق خاصة مخبرية علمية .
وبعد وفاة فونت قام البريطاني إدوارد تتشنز وهو أحد تلاميـذ فونت بنقل أفكـاره إلى أمريكا في عام 1892, و أصبح ممثلا للمدرسة فيها , و أستمر في متابعة التجارب في جامعة كورنل و ساعد هذا في إضافة عنصر جديد لعلم النفس ألا و هو الوضــوح .
ثم بعد ذلك ظهر انتقاد آخر للمدرستين قائلا: "إن كان على علم النفس أن يكون علما صحيحا ومستقلا لايجب أن تتم دراسة ما لا يمكن رؤيته وغير ملموس وما كان افتراضيا, كالعقل والذكاء والتفكير, وذلك لأنها مجرد افتراضات لايمكن إثباتها علميا"، ومن العلماء المنتقدين للوظيفية الأمريكي جون واطسون الذي قال: "يجب دراسة السلوك (( الظاهر )) للإنسان أي ماهو ملموس ويمكن رؤيته"، وتطور بذلك علم النفس كثيرا بعد ظهور هذه المدرسة وهي المدرسة السلوكية، ومن رواد هذه المدرسة عالم النفس الشهير الروسي بافلوف، مؤسس نظرية التعلم الذي أجرى اختبارات مخبرية؛ فقد لاحظ بافلوف أن سيلان لعاب الكلب يرتبط بتقديم الطعام له؛ فقام بتجربة والمتمثلة في: قرع جرس قبل تقديم الطعام, ثم يلحقها بالإطعام فيسيل
اللعاب، وبعد تكرار هذه التجربة بدأ يسيل لعاب الكلب لمجرد سماع الجرس دون تقديم الطعام وهذا ما أطلق عليه تعلم شرطي.
ميادين علم النفس :
أولا : الميادين النظرية :
1- علم النفس العام :
يتناول بالبحث والدراسة جميع مظاهر الحياة النفسية من خلال دراسته لجميع جوانب السلوك المختلفة . كما يدرس المبادئ العامة للسلوك, لاستخلاص الأسس العامة المميزة للسلوك الإنساني والتي تعم جميع الأفراد بغض النظر عن لحالات الخاصة.
2- علم النفس التطوري
يدرس مراحل النمو المختلفة التي يعيشها الفرد عبر حياتة و حيث يهتم بمظاهر النمو المختلفة لكل مرحلة الجسمية و العقلية والانفعالية و الاجتماعية و الفسيولوجية واللغوية والحركية والحسية و الجنسية والدينية والأخلاقية .
3- علم النفس الاجتماعي
يدرس سلوك الأفراد والجماعات في المواقف الاجتماعية المختلفة وكما يدرس الصور لمختلفة للتفاعل الاجتماعي بين الأفراد من نفس العمر والجنس مع بعضهم البعض وممن هم من الجنس الآخر, وكذلك من هم اكبر أو اصغر في العمر.
4- علم نفس الشواذ ( المرضى )
يدرس نشأة الأمراض العقلية و النفسية والإجرام و أسبابة المختلفة, ويحاول وضع علاج لها.
ثانيا: الميادين التطبيقية:
1- علم النفس التربوي
يهتم بتطبيق مبادئ علم النفس و قوانينه على ميدان التربية والتعليم لمعالجة المشكلات التي تواجه المربين و التلاميذ و المؤسسات والأهل أثناء عملية التعلم .
2- علم النفس التجاري
يهتم هـذا الميدان بدراسة دوافع الشراء و حاجات المستهلكين و تقدي اتجاهاتهم النفسية نحو المنتجات الموجودة في السوق.
3- علم النفس الإرشادي
يعد جزءا من علم النفس العلاجي , ويقوم على مساعدة الأفراد الأسوياء في عملية مواجهة وحل مشكلاتهم بأنفسهم في جميع مجالات الحياة .
4- علم النفس التجريبي
يهتم بوضع خطة لإجراء الدراسات التجريبية سواء على الحيوانات أو الإنسان في المختبرات النفسية في مجالات متعددة مثل: الإدراك و الإحساس…الخ.
وفي الختام يتبين لنا أهمية علم النفس وكيف نشأ وكيف تطور وأصبح علم قائم بذاته له مجالات وميادين يطبق فيها بقوانين ومعايير محدد كما انه يستخدم في كثير من المجالات المتنوعة كما تبين لنا في ماسبق مثل : المجال التربوي والتجريبي والاجتماعي وغيرها الكثير
وأوصي أو بالأصح أقترح بأن يستخدم علم النفس ( التربوي ) في المدارس لكي يحد من مشكلات الطلاب من حيث صعوبة التعلم والفهم ومحصل الذكاء المتدني عند بعضهم وكذلك والتربويين والاساتذه من حيث التواصل الاجتماعي والتكيف وطرق تدريب المعلمين ومتابعة عملية التفوق الدراسي وأخلاقيات مهنة التعلم وتطور الاداره المدرسية
2- مدخل إلى علم النفس – تأليف: د. عماد الزغول , د. علي الهنداوي – الناشر : دار الكتاب الجامعي – العين – 2024 الصفحات : 33, 41الى 48 .