وفيروس الإيدز يهاجم أساساً هذه الخلايا التى تدافع عن جسم الإنسان ضد أنواع العدوى المختلفة وضد أنواع معينة من السرطان.
فإذا عجزت هذه الخلايا عن الدفاع عن الجسم يفقد الإنسان القدرة على مقاومة أى نوع من أنواع الأمراض المعدية والسرطانات.
– وهل تحدث أعراض الإيدز بعد العدوى مباشرة؟
– فى معظم الحالات تمر مدة طويلة بعد العدوى قبل أن تظهر الأعراض المميزة للمريض..
وهذه المدة قد تصل إلى عدة سنوات !!
وهناك تقديرات علمية تؤكد أن 50% من الذين يصابون بالعدوى ستظهر عليهم أعراض المرض
خلال عشر سنوات من إصابتهم بهذه العدوى.
مثل هذا الشخص يظل سنوات حاملاً للفيروس .. ولا يشكو من أى أعراض مميزة .. ولكنه فى نفس الوقت يكون مصدراً لعدوى الآخرين .. وبعد سنوات تظهر عليه أعراض المرض الذى ظل حاملاً لفيروسه!
وتتميز هذه الأعراض بما يلى :
– فقدان شديد فى الوزن دون سبب واضح.
– إسهال مزمن دون سبب واضح.
– ارتفاع فى درجة الحرارة مدة تزيد عن الشهر.
هذا بجانب علامات وأعراض أخرى تتعلق بالجلد أو الغدد أو الحلق.
فى هذه الحالات يكون المريض معرضاً لأمراض أخرى خطيرة مثل الالتهابات الرئوية والسرطان.
وتؤكد الإحصائيات وفاة المصاب بالإيدز خلال عام أو عامين على الأكثر من ظهور أعراض الإصابة بالمرض .. وان كان هناك عدد قليل من المرضى عاشوا فترات أطول.
ويؤثر فيروس الإيدز كذلك على الجهاز العصبى .. وفى هذه الحالة يسبب الخلط العقلى .. وعدم تناسق حركات الجسم.
– من أين جاء الإيدز؟
– هذا أمر مجهول .. ولكن من الضرورى أن نعرف حقيقة مهمة : الإيدز موجود الآن فى كل أنحاء العالم.
– أين تم وصف حالات الإيدز لأول مرة؟
– فى الولايات المتحدة الأمريكية .. وكان ذلك فى عام 1981.
ولكن هناك ما يؤكد حدوث حالات أخرى قبل هذا التاريخ .. ليس فقط فى أمريكا ولكن فى أماكن أخرى من العالم .. وتشير الأدلة الآن إلى أن أوبئة الإيدز بدأت فى عدة أجزاء من العالم فى وقت واحد تقريباً .. بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا.
– ولماذا يرجح البعض فكرة أن المرض جاء من أفريقيا؟
– جاءت هذه الفكرة بعد إجراء اختبارات على بعض عينات دم جمعت من أفريقيا منذ اكثر من عشرين عاماً .. وجاءت النتائج إيجابية على ما يبدو فى نسبة من هذه العينات.
ولكن يؤكد العلماء أن مثل هذه العينات يمكن أن تعطى النتيجة الإيجابية الكاذبة لمجرد أنها عينات قديمة.
وجاءت نفس الفكرة عد عثور العلماء على فيروس شبيه بفيروس الإيدز فى القردة الأفريقية.
وهناك العديد من الآراء والنظريات التى تهدم كل هذه الاحتمالات.
– ولكن .. كيف يمكن تبرير ظهور مرض جديد لم يكن موجوداً من قبل ..
هكذا فجأة؟!
– هناك ما يدل على أن فيروس الإيدز كان موجوداً فى بعض مناطق العالم قبل حدوث الوباء بسنوات عديدة .. وكان ذلك فى نطاق محدود لم يصل إلى حد الوباء.
وظل الحال هكذا حتى انتقل الفيروس إلى مناطق أخرى فى العالم .. وساعدت ظروف هذه المناطق على سرعة انتشار الإيدز .. وتحول الموقف من مجرد حالات معدودة إلى وباء شامل!
وكانت فوضى ممارسة الجنس هى أهم تلك الظروف!
وكان اللواط من أهم صور هذه الفوضى ..
وبجانب هذا التحرر الجنسى كان هناك تعاطى المخدرات عن طريق الحقن .. ويتم ذلك عادة دون تعقيم للمحاقن.
وهكذا .. أتيحت الفرصة أمام الفيروس فى المجتمعات التى دخلها أن ينتشر بين أعداد أكبر .. ويسبب حدوث الوباء.
هكذا ينتشر المرض !
– كيف ينتشر الإيدز من شخص إلى أخر؟
– هناك ثلاث طرق لانتقال العدوى من شخص مصاب بهذه العدوى إلى شخص سليم. واكثر
هذه الطرق حدوثاً انتقال المرض خلال الاتصال الجنسى.
كما ينتشر المر عن طرق دم ملوث بالعدوى .. كما هو الحال عند استخدام إبرة لحقن شخص
مصاب بالعدوى .. ثم استعمال نفس الإبرة بعد ذلك لحقن شخص أخر سليم . ويتكرر نفس
الموقف خلال عمليات نقل الدم من شخص مصاب بعدوى الإيدز إلى أخر ? وفى حالة عدم التأكد
من خلو دماء المتبرع من فيروس الإيدز فان العدوى تنتقل إلى من يتم نقل الدماء الملوثة إليه.
أما الطريقة الثالثة فتكون بانتقال الفيروس من الأم المصابة إلى طفلها .. ويحدث ذلك إما
خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة أو بعدها بقليل.
– من الذى ينشر العدوى بمرض الإيدز؟
– أى شخص يحمل فيروس الإيدز يمكن أن ينقل العدوى إلى شخص أخر خلال الاتصال الجنسى
أو عن طريق نقل الدم.
أى أن العدوى يمكن أن تنتقل من شخص مريض بالإيدز .. أو شخص أخر حامل لفيروس
الإيدز.
– ومن هو حامل الفيروس؟
– انه الشخص الذى يحمل العدوى دون أن تظهر عليه الأعراض المميزة للمرض .. مثل هذا
الشخص يبدو سليماً بالرغم من انه يحمل الفيروس ويمكن أن ينقل العدوى إلى الآخرين.
– ومن هم اكثر الناس تعرضاً لخطر الإصابة بالإيدز؟
– ذلك يعتمد أولاً وأخيراً على السلوك الشخصى لكل إنسان ! فقد أصبحت طريقة العدوى
واضحة تماماً الآن. وعلى هذا الأساس اصبح تفادى انتقال العدوى : ممكناً ! ومن هنا
يمكن وضع النقاط التالية فى الاعتبار :
– التعفف عن أى علاقة جنسية خارج العلاقة المشروعة .. أى العلاقة القائمة بين
زوجين.
وبذلك يكون هناك ضمان كامل لعدم انتقال العدوى.
– كذلك .. فان استخدام الحقن والإبر غير كاملة التعقيم له خطورته .. والأفضل هنا
استعمال الإبر والحقن المعقمة والتى تستخدم مرة واحدة.
– الامتناع عن المخدرات .. فهى تفقد الإنسان حسن التصرف .. كما أن استعمال نفس
الإبرة والحقنة فى حقن اكثر من شخص يتيح فرصة انتقال عدوى الإيدز من دمن إلى أخر.
وهكذا تلعب الحقن غير المعقمة دوراً واضحاً فى نقل العدوى.
وينطبق نفس الكلام على استخدام أى آلة حادة .. ملوثة بالفيروس بحيث يؤدى استخدامها إلى
حدوث جرح ..
– كذلك عند نقل الدم من شخص إلى أخر .. يجب إتمام عملية النقل هذه عندما تكون هناك
حاجة حقيقية إلى ذلك .. هذا بجانب ضرورة التأكد من خلو دماء المتبرع من فيروس
المرض.
– وهناك أيضاً الأم المصابة بالمرض .. أن حدوث الحمل عند مثل هذه الأم يمكن أن يكون
سبباً فى انتقال العدوى إلى الجنين .. ويحدث ذلك خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة.
– من ينقل العدوى إلى الآخر؟
– يمكن أن ينتقل فيروس الإيدز من الرجل إلى المرأة .. أو من المرأة إلى الرجل كما يمكن
أن ينقله رجل إلى رجل أخر.
وعندما يكون أحد الطرفين مصاباً بمرض جنسى أخر تزداد احتمالات الإصابة بعدوى الإيدز.
– لماذا لا يتم عمل استقصاء مخبرى شامل لاكتشاف حاملى الفيروس؟
– تأكد عملياً أن ذلك لن يفيد بشكل حاسم!
فالفحوص المخبرية (المعملية) لا يمكن أن تشخص وجود الفيروس خلال الفترة الأولى بعد
العدوى.
وهنا يقول الاختبار أن مثل هذا الشخص لا يحمل الفيروس بينما الواقع انه يحمله .. بل ويمكن
أن ينقله إلى الآخرين.
كما أن الاختبار يدل على الحالة التى كان عليها الشخص لحظة إتمام هذا الاختبار .. وبالطبع
يمكن أن تحدث العدوى بعد ذلك إذا تعرض لها نفس هذا الشخص .. فهل يعاد إجراء
الاختبارات بصفة دورية؟
هذا بالطبع إجراء غير عملى !
كل هذه الاعتبارات تلغى قيمة الاختبارات المعملية (المخبرية) لاكتشاف فيروس الإيدز.
أما النواحى الأخرى .. فقد ثبت مثلاً :
أن اكتشاف وجود الحالات المرضية أو تحديد حاملى الفيروس لا يوقف فى حد ذاته انتشار
المرض.
فالمهم هنا هو السلوك البشرى الذى يتم خلاله الاختلاط المؤدى إلى انتقال العدوى.
ومن هنا .. فان إجراء التحاليل يصبح عبئاً مالياً ثقيلاً دون وجود عائد صحى ! ودائماً ..
يمكن إعطاء النصيحة دون إجراء التحاليل للكشف عن الفيروس.
وتصبح فاعلية هذه النصيحة كاملة إذا تم اتباعها بدقة سواء كان من يسمعها سليماً .. أو
مريضاً .. أو حاملاً للفيروس.
وثمة احتمال أخر يقلل من فائدة إجراء الاختبارات على نطاق واسع هو توارى وهروب من يشعر
باحتمال إصابته.
وهذا طبعاً يهدر جزءاً كبيراً من قيمة البحث!
مع الزوجة فقط !
– هل يمكن أن يحمل الإنسان فيروس الإيدز دون أن تظهر عليه الأعراض
المميزة ?
– نعم .. من الممكن أن يحدث ذلك .. فهناك الشخص الذى يحمل فيروس الإيدز فى
جسمه دون أن تظهر عليه فى ذات الوقت أعراض المرض.
ولكن من الضرورى أن نعرف هنا حقيقة هامة :
تحدث فى جسم هذا الشخص الحامل للفيروس آثار غير واضحة فى خلايا الدوم .. وعندما
تصل هذه الآثار إلى درجة معينة .. تظهر عليه الأعراض .. ويحدث ذلك فى وقت لاحق
لا يمكن التنبؤ بموعده !
– أين المشكلة إذا كان من المحتمل أن يحمل الإنسان الفيروس دون أن يصاب
بالمرض؟
– الواقع أن هناك اكثر من مشكلة واحدة فى مثل هذا الوضع :
المشكلة الأولى : أن مثل هذا الشخص ستظهر عليه أعراض المرض فى وقت لاحق .. وقد
يكون ذلك بعد عدة سنوات.
المشكلة الثانية : أن مثل هذا الشخص يصبح مصدراً لعدوى الآخرين.
وصحيح انه لا يعانى من أعراض مرض الإيدز .. إلا انه يكون قادراً على إصابة الآخرين
بالعدوى. وبالطبع فان ذلك يحدث من خلال الممارسة الجنسية لحامل الفيروس مع الآخرين.
أو عن طريق اختلاط دمائه بوسيلة أو أخرى مع دماء الآخرين.
– وهل هناك طريقة لاكتشاف مثل هذا الشخص الحامل للفيروس من خلال مظهره
الخارجى؟
– الرد : لا ..
فحامل الفيروس قد يبدو سليماً معافى .. ومع ذلك فانه يكون سبباً فى إصابة الآخرين
بالمرض.
– ولكن .. هل يمكن مصافحة مثل هذا الشخص الحامل للمرض .. وهل
يمكن مخالطته خلال معاملات الحياة اليومية دون أن يتسبب ذلك فى انتقال العدوى ?
– نعم .. يمكن أن يتم كل ذلك .
لان فيروس الإيدز لا ينتقل من خلال الاتصال العارض .. ولا تحدث العدوى عن طريق اللمس
أو المجالسة أو المشاركة فى الأكل والشرب .
– وماذا عن العلاقة الجنسية مع مثل هذا الشخص الذى يحمل المرض؟
– الاتصال الجنسى الكامل مع مثل هذا الشخص الحامل للعدوى يتيح فرصة انتقال المرض ..
لان التعرض للسوائل الجنسية أو الدم هو الذى يتيح فرصة انتقال العدوى.
– وهل يمكن ضمان عدم انتقال العدوى عند ممارسة الجنس ?
– نعم .. والضمان الأساسى هو التعفف عن العلاقات الجنسية خارج نطاق العلاقة
المشروعة بين الزوجين.
أما إذا ثبت أن أحد الزوجين يحمل الفيروس .. هنا ينصح باستعمال العازل الطبى (
الكبوت) .. حيث يؤدى هذا العازل إلى عدم انتقال السوائل الجنسية من طرف إلى أخر
.. وبذلك لا يختلط السائل المنوى .. أو الإفرازات المهبلية .. ولا تنتقل العدوى من
المصاب إلى السليم .
حامل : مصابة بعدوى الإيدز
– هل يمكن أن يحدث الحمل عند امرأة مصابة بفيروس الإيدز ?
– نعم .
– وما تأثير الحمل عليها ?
– قد يزيد من خطورة حالتها ويسرع فى تطور أعراض الإيدز.
– قد تفقد الجنين أثناء الحمل .
– قد تلد مولوداً يحمل العدوى (واحتمال ذلك حوالى 50%).
– ماذا عن المولود لام تحمل فيروس الإيدز ?
– الأم المصابة بفيروس الإيدز يمكن أن تنقل العدوى إلى الجنين أثناء فترة الحمل .. أو
قبل الولادة .. أو أثناءها .. أو بعدها بقليل .
وتؤكد الإحصائيات أن حوالى نصف مواليد الأمهات الحاملات لفيروس الإيدز يولدون مصابون
بالعدوى .. ويموت غالبيتهم فى السنوات الأولى من العمر .. وتظهر الأعراض غالباً خلال
العام الأول من حياتهم.
– وماذا عن الرضاعة الطبيعية من أم حاملة لفيروس الإيدز ?
– هناك خطر طفيف من احتمال إصابة الرضيع بالعدوى عند إرضاعه من مثل هذه الأم ..
ولكن فوائد الرضاعة الطبيعية فى منع العديد من الأمراض يحبذ إرضاع مثل هذا الطفل .. هذا
إذا لم يتوافر البديل المناسب لهذه الرضاعة.
الحشرات لا تنقل الإيدز
– هل ينتقل الإيدز عن طريق البعوض ?
– لا.
– والحشرات الأخرى التى تمتص الدم ?
– أنها أيضا لا تنقل الإيدز.
– والبق والقمل والبراغيث ?
– أنها لا تنشر المرض حتى داخل منازل مرضى الإيدز.
– ولكن .. كيف لا ينتشر الإيدز عن طريق البعوض الذى يمتص الدماء ?
– لا يعيش الفيروس ولا يتكاثر داخل خلايا جسم البعوضى كما هو الحال فى الملاريا.
كما أن الفيروس لا يخرج من جسم البعوضة وهكذا فهى لا تحقنه فى جسم إنسان أخر.
ولقد تأكد يقيناً أن البعوضة يمكن أن تكون مسؤولة عن نقل فيروس الإيدز إلى الإنسان .
فى شارعنا مصاب
– فى نفس المبنى الذى اقطن به .. لنا جار مريض بالإيدز .. هل هناك
خطر من ذلك ?
– لن يتسبب ذلك بأى حال من الأحوال فى انتقال المرض إليك .. فالجار لا ينقل العدوى
إلى جاره لأنها تنتقل من خلال الاتصال المباشر بالسوائل الجنسية والدم.
معنى ذلك : لا تنزعج إذا أصيب جارك بالإيدز .
– وإذا سعل مريض الإيدز فى وجه شخص أخر ?
– لا ينتشر الفيروس المسبب لمرض الإيدز عن طريق الهواء أو النفس أو السعال .. فإذا
سعل أحدهم فى وجهك فانه قد يصيبك بمرض أخر حتماً لن ينقل إليك عدوى الإيدز !
– وماذا عن مصافحة المريض ?
– المصافحة أيضا لا تسبب انتقال المرض .
_ وإذا تم استعمال نفس المرحاض ?
– لا ينتقل المرض من خلال ملامسة مرحاض سبق أن استخدمه مريض الإيدز .
_ وإذا لدغت حشرة شخصين وكان أولهما مصاباً بالإيدز ?
– لا تنتقل عدوى الإيدز عن طريق لدغ الحشرات .
_ وماذا عن استخدام أدوات المائدة والأكواب التى سبق أن استعملها مريض
الإيدز ?
– لا يتسبب ذلك فى انتقال العدوى .. بل من المكن استعمال نفس الكوب التى شرب منها
المريض دون خوف من انتقال العدوى !
_ وماذا عن الاختلاط بمرضى الإيدز فى الحياة العملية واليومية ?
– لا ينتشر مرض الإيدز عن طريق الهواء أو اللمس أو الطعام والشرب .. ويمكن لأى
إنسان أن يجلس – بلا خوف – إلى جوار مريض الإيدز .. ويمكن أن يركب سيارة عامة
مزدحمة معه .. وفى كل هذه الأحوال لا تنتقل العدو من المريض إلى الآخرين الموجودين
حوله.
وعلى هذا .. لا ضرر من خروج حاملى فيروس الإيدز للعمل .. فلا خطر منهم على عامة
الناس .
هذا الموظف مريض !
– هل هناك خطر من العمل مع شخص مصاب بفيروس الإيدز ?
– لا خطر فى العادة من العمل مع شخص مصاب بفيروس الإيدز .
– لماذا ?
– لان فيروس الإيدز لا ينتقل من الشخص المصاب إلى أى شخص أخر إلا عن طريق الدم أو
السوائل الجنسية .
ولان معظم الأعمال لا تجعل القائمين بها على تماس مع الدم كما أن نس هذه الأعمال لا تنطوى على
اختلاط السوائل الجنسية فان أى عامل يصبح بعيداً عن خطر العدوى أثناء أدائه لعمله.
– وإذا اقتضى العمل وجود اختلاط يومى ?
– إن استخدام نفس التليفون .. أو الاختلاط فى مكان مزدحم لا يسبب العدوى بفيروس
الإيدز .
بل إن شرب الشاى من نفس الكوب لا يؤدى إلى انتقال العدوى.
– ولكن .. من هم المهددون بخطر العدوى أثناء العمل ?
– كل من يلمس دماء يحتمل أن تكون محتوية على فيروس الإيدز مثل الأطباء .. أطباء
الأسنان .. الممرضات .. العاملين فى المختبرات (المعامل) .. والمهن الشبيهة
بذلك.
وهناك احتياطات بسيطة يمكن اتخاذها للوقاية من العدوى .. وهى معروفة تماماً للعاملين فى
الحقل الطبى .
– هل يمكن السماح لمصاب بفيروس الإيدز أن يستمر فى العمل ?
– إذا كان العامل حاملاً للفيروس فقط .. هنا يجب معاملته مثل أى عامل سليم . ولكن
.. إذا ظهرت عليه أعراض المرض يجب إعطاؤه الرعاية الطبية اللازمة .. وبالطبع
.. لا يجب أن تكون العدوى بالإيدز – فى حد ذاتها – سبباً لإنهاء خدمة العامل !
أيها المسافر أحذر !!
– هل يمكن إصابة المسافر بالإيدز من مجرد المعايشة اليومية فى بلد أجنبى ?
– لا .. فالأنشطة اليومية لا تنقل الإيدز سواء كنت داخل بلدك أو خارجها !
فالإيدز لا ينتقل إلى شخص سليم حتى وان جلس بجوار مريض الإيدز .. أو صافحه ..
ولا ينتقل المرض عن طريق رذاذ الفم عند العطس .. أو بسبب استعمال التليفونات العامة
.. أو الأكواب .. أو المراحيض .. أو حتى مياه الشرب .. أو أحواض السباحة
ولكن .. هل يمكن للمسافر أن يصاب بالإيدز ?
– نعم .. إذا تعرض لظروف انتقال العدوى .. كما يحدث تماماً داخل بلده .. مع
الأخذ فى الاعتبار أن معدلات انتشار العدوى تختلف من بلد إلى أخر .
فالمرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسى بشخص حامل للفيروس .. أو عن طريق الدم
الملوث خلال عمليات نقل الدم .
– وما هى النصيحة هنا ?
– التعفف عن العلاقات الجنسية غير المشروعة وعدم تعاطى المخدرات.
– وماذا عن نقل الدم فى دولة أجنبية ?
– يجب التأكد انه قد تم إجراء فحص الدم قبل نقله لإثبات انه لا يحمل فيروس الإيدز .
– وماذا عن عملية الحقن ?
– يجب تجنب استعمال إبرة أو محقن سبق استعمالها .. وإذا كان من الضرورى إتمام ذلك
.. هنا يجب تركها فى ماء يغلى لمدة عشرين دقيقة لتصبح صالحة للاستعمال مرة أخرى.
– وماذا عن الوشم أو ثقب الأذنين ?
– أى علاج يجب أن تستعمل فيه أدوات معقمة .. وعموماً ينبغى تجنب أى
إجراء من شانه اختراق الجلد إلا عند الضرورة القصوى !
– كم عدد الدول التى ثبت ظهور حالات الإيدز بها ?
– أخر إحصائية تقول إن 162دولة أبلغت منظمة الصحة العالمية عن وجود حالات إيدز ..
وهناك 12 دولة أخرى بها حالات عدوى دون ظهور الأعراض المميزة للإيدز . وهناك اعتقاد
بان العدوى موجودة فى كل دول العالم.
ما مدى خطورة الإيدز ?
– الطريقة التى ينتشر بها فيروس الإيدز والوقت الطويل الذى يستغرقه بين بدء العدوى إلى
ظهور أعراض المرض .. وعدم وجود لقاح أو علاج شاف .. كل هذه الأمور تجعل مشكلة
الإيدز ذات مستقبل مقلق جداً.
والملاحظ أيضا أن الإيدز يصيب البالغين وخاصة الشباب .. وذلك بسبب الطريقة التى تنتقل
بها العدوى.
أى أنه يصيب الإنسان وهو فى ذروة إنتاجه .. وبدلاً من أن يساهم هذا المصاب فى زيادة
الإنتاج فانه يحتاج إلى المعونة الطويلة الباهظة التكاليف .. وأمام كل ذلك لا نملك إلا وسائل
الوقاية .. ويجهل العديد من الناس مدى فاعليتها مما يزيد المشكلة تعقيداً.
– هل يمكن مقارنة وباء الإيدز بوباء الكوليرا أو الحصبة ?
– وباء الإيدز اكثر تعقيداً .. واصعب مقاومة .. وهو أيضا مباغت وجديد ..
والعدوى به إذا حدثت تبقى طول العمر .. أى لا يشفى منها الإنسان.
كم عدد المصابين بالعدوى ?
– احدث الإحصائيات تقول إن عدداً يربو على عشرة ملايين شخص على الأقل موزعين على
جميع أنحاء العالم قد يكونون الآن مصابين بعدوى فيروس الإيدز.
ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى أربعين مليوناً بحلول سنة ألفين إذا استمر الحال على ما هو
عليه.
– وأين ينتشر الإيدز اكثر : فى الدول النامية أم فى الدول الصناعية ?
– ينتشر الإيدز فى البلدان النامية والبلدان الصناعية والبلدان الباردة والحارة على السواء.
ويمكن أن ينتشر فيروس الإيدز فى كل مكان يعيش فيه الناس .. والذى يحدد ذلك :
سلوكيات هؤلاء الناس.
وأين ينتشر الإيدز؟
– فى كل دول العالم .. وان كانت هناك اختلافات فى معدل الانتشار بين الفئات التى تكثر
فيها العدوى .. فمثلاً فى أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية نجد أن معظم الحالات بين الرجال
ممارسى الشذوذ الجنسى وكذلك من يجمع بين الشذوذ الجنسى وممارسة الجنس مع الجنس الآخر
.. وبين متعاطى المخدرات.
أما فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى .. فان الإيدز ينتشر بنفس الدرجة بين الرجال
والنساء.
وماذا عن المستقبل المتوقع لحالات الإيدز عالمياً ?
– التقديرات المتحفظة تقول انه من الممكن أن يحدث خلال السنوات الخمس
القادمة عدد من الحالات يتراوح ما بين مليون ? 2.5 مليون حالة جديدة!
وهل يمكن وضع حد لهذا الوباء؟
– أن ذلك مرتبط بالسلوكيات التى تسبب انتقال المرض .. واغلب هذه السلوكيات مرتبط
بالجنس.
-وكيف يمكن القضاء على وباء الإيدز ?
– بتحقيق ثلاث أهداف :
– تعريف الأفراد والمجتمعات بوسائل منع انتقال فيروس الإيدز.
– رعاية المصابين به ومساندة عائلاتهم.
– توحيد الجهود الوطنية والدولية ضد الإيدز .
وعلى العموم .. فان درهم وقاية اليوم خير من قنطار علاج فى المستقبل غير البعيد.
ويكفى أننا نعلم اليوم ما يمنع انتشار الإيدز رغم عدم توافر لقاح مضاد للفيروس حتى الآن .
– وما الذى يربط بين مشكلة الإيدز فى البلدان المختلفة ?
ثلاث نقاط على الأقل :
أولاً : أن الإيدز ينتشر بواسطة فيروس ينتقل عن طريق الجنس .. والدم .. ويرتهن
انتشاره بقيام الناس بأعمال معينة فى أى بلد كان .
ثانياً : أن وقف انتشار الإيدز فى أى بلد كان ? يرتبط بتغيير السلوك الجنسى للناس
وتصرفاتهم فى عمليات نقل الدم أو إعطاء الحقن .ثالثاً : أن الوقاية من الإيدز تكون بعمل
مشترك بين البلدان بحيث يقوم كل بلد بمعالجة نفس المشكلات الأساسية التى يترتب عليها انتقال
العدوى .
وهذا هو الدور الذى تقوم منظمة الصحة العالمية من خلال البرنامج العالمى للإيدز بالتعاون مع
سائر الحكومات والمنظمات المعنية فى العالم.
والغرض من كل الأنشطة التى تبذل فى هذا المجال :
– منع انتقال العدوى عن طريق الجنس .. وذلك من خلال التثقيف والإعلام
– منع انتقالها عن طرق الدم وذلك من خلال ضمان مأمونية الدم .. ومكافحة
تعاطى المخدرات خصوصاً بالوريد .. وضمان تعقيم أدوات الحقن.
– منع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
– الرعاية الكاملة للمرضى وعائلاتهم.
– والآن هل يمكن أن تنجح كل هذه الجهود ?
– الجواب : نعم .. ولكن بشرط أن يساهم كل إنسان بحماية نفسه وحماية
غيره.
– والسؤال المهم :
– وكيف يمكن أن يتم ذلك ?
– والرد : اقرأ مرة أخرى كل ما جاء فى هذه النشرة .. واستوعبه جيداً
.. وحاول أن تنقله إلى اكبر عدد من الناس !