تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عمرو بن مالك الأزدي، (الشنفرى) -اصف التاسع

عمرو بن مالك الأزدي، (الشنفرى) -اصف التاسع 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

الشنفرى
? – 70 ق. هـ / ? – 554 م
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

الشنفرى هو من شعراء الصعاليك والصعاليك هم فئة من فتيان الجاهلية خلعتهم قبائلهم وتبرأت منهم، إما لسوء تصرفاتهم أو لسواد وجوههم .

فلما رأوا أنفسهم منبوذين وهم من أبناء القبائل نظموا أنفسهم في جماعات ، لكل جماعة قائد وأطلقوا على أنفسهم اسم الصعاليك.

والصعلوك معناه الفقير ، ولكن معنى الكلمة اتسع وصار له معنى آخر فأصبح يعني نوعا من الفتوة ،لأن الصعاليك جعلوا شعارهم التشرد والغزو وقطع الطريق على الأغنياء ونهب أموالهم وإعطاءها للفقراء .

وكان زعيم الصعاليك في بلاد نجد عروة بن الورد التميمي أما في تهامة فكان زعيمهم تأبط شرا.

ومن الصفات التي لازمت الصعاليك وتمدحوا بها :قلة النوم وسرعة الجري وتحمل المشاق وقلة الشكوى والشجاعة التي لا تعرف الخوف ومن الصعاليك من زعم أنه تزوج في تشرده غولا وانجب منها أولادا وهم يزعمون أن الغول هي من الجن ويروون قصصا عن مغامراتهم معها في ليالي الشتاء .

والشنفرى من عشيرة الإواس بن الحجر الأزدية اليمنية فهو قحطاني النسبومعنى الشنفرى أي الغليظ الشفاه وأمه حبشية وقد ورث عنها سوادها وقد ورث عنها سوادها ولم ينشأ في قبيلة الأزد وغنما في قبيلة فهم ويضطرب الرواه في سبب نزوله مع أمه واخ له بها وربما أقرب ما يروونه أن قبيلته قتلت أباه فتحولت أه عنها إلى بني فهم …ويقال أن الذي روضه على الصعلكة وقطع الطرق هو تأبط شرا وهو خاله ومازال يغير على الأزد وينكل بها حتى قتل تسعة وتسعين انتقاما لأبيه لكنهم رصدوا له كمينا فيقع فيه ويمثلون به تمثيلا فظيعا يقطعون جسده تقطيعا ويقال أن رجلا عثر بجمجمته فعقرته فمات وبذلك يبلغ قتلاه من الأزد المائة

و هو صاحب القصيدة الجاهلية المشهورة (لامية العرب ) الذي يقول فيها :

أقيموا بني أمي ، صــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــواكم لأميلُ !

فقد حـمت الحــاجــاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ

وفي الأرض مَنْأىً ، للكــريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ

لَعَمْـرُكَ ، ما بالأرض ضــيقٌ على أمرئٍ
سَـــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

ولي ، دونكــم ، أهـلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهــلـول وَعَـرفـاءُ جـيألُ

هــم الأهلُ . لا مستودعُ الســرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ

وكــلٌّ أبـيٌّ ، باسـلٌ . غيـر أننــي
إذا عرضت أولـى الطـرائدِ أبســلُ

وإن مـدتْ الأيـدي إلى الزاد لم أكــن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــــعُ القومِ أعجل

وماذاك إلا بَسْـطـَةٌ عــن تفضـــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضـــــلَ المتفضِّلُ

وإني كفـاني فَقْدُ مــن ليس جـــازياً
بِحُســنى ، ولا في قـربـه مُتَعَلَّــلُ

ثـلاثـةُ أصحـابٍ : فــؤادٌ مشـيـعٌ
وأبيضُ إصـليتٌ ، وصــــفراءُ عيطلُ

هَـتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُــونِ ، يـزيـنها
رصـائعُ قــد نيطت إليها ، ومِحْمَـلُ

إذا زلّ عنهــا الســـهمُ ، حَنَّتْ كأنها
مُــرَزَّأةٌ ، ثـكـلى ، تـرِنُ وتُعْــوِلُ

ولســتُ بـمهيافِ ، يُعَـشِّى سَوامـهُ
مُـجَـدَعَةً سُـقبانـها ، وهـي بُـهـَّلُ

ولا جـبـأ أكهــى مُـرِبِّ بعرسـِـهِ
يُطـالعها في شــــأنه كيف يفعـلُ

ولا خَـرِقٍ هَيْـــقٍ ، كأن فُــؤَادهُ
يَظَـلُّ به الكَّـاءُ يعلو ويَسْــــفُـلُ

ولا خــالفِ داريَّـةٍ ، مُـتـغـَـزِّلٍ
يــروحُ ويـغـدو ، داهــناً ، يتكحلُ

ولستُ بِعَلٍّ شَــــرُّهُ دُونَ خَـيرهِ
ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهــــتاجَ ، أعـزلُ

ولســتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العســـيفِ يهماءُ هوجَـلُ

إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناســـمي
تطـاير منه قـــــــــادحٌ ومُفَلَّلُ

أُدِيمُ مِطالَ الجـــــوعِ حتى أُمِيتهُ
وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــفحاً ، فأذهَلُ

وأسـتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ ، من الطَّـــــــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ

ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشــربٌ
يُعــاش بـه ، إلا لـديِّ ، ومــأكــلُ

ولكنَّ نفســـاً مُـرةً لا تقيمُ بــي
على الضــيم ، إلا ريثمــا أتـحــولُ

وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
خُــيـُوطَــةُ مـاريّ تُـغـارُ وتفتــلُ

وأغدو على القوتِ الزهـــيدِ كما غدا
أزلُّ تـهـاداه التَّـنائِـفُ ، أطــحـــلُ

غدا طَـاوياً ، يعارضُ الرِّيـحَ ، هـافياً
يخُـوتُ بأذناب الشِّــــــعَاب ، ويعْسِلُ

فلمَّا لواهُ القُـــــوتُ من حيث أمَّهُ
دعــا ؛ فأجـابتـه نظــــائرُ نُحـَّـلُ

مُهَلْهَلَــةٌ ، شِيبُ الوجـوهِ ، كأنــها
قِـداحٌ بكـفـيَّ ياسِــرٍ ، تـتـَقَلـْقَـلُ

أو الخَشْــرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْــرَهُ
مَحَابـيـضُ أرداهُـنَّ سَـامٍ مُـعـَسـِّـلُ

مُهَرَّتَةٌ ، فُــوهٌ ، كـــأن شُـدُوقها
شُقُوقُ العِصِــيِّ ، كالـحـاتٌ وَبُسَّــلُ

فَـضَـجَّ ، وضَـجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
وإياهُ ، نــوْحٌ فـوقَ عــلياء ، ثُكَّـلُ

وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّســتْ بهِ
مَـرَامـيلُ عَـزَّاها ، وعَـزَّتهُ مُـرْمِــلُ

شَكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
ولَلصَّـبرُ ، إن لم ينفع الشــــكوُ أجملُ!

وَفَـاءَ وفـــاءتْ بادِراتٍ ، وكُــلُّها
على نَكَـظٍ مِمَّا يُكـاتِمُ ، مُـجْــمِـلُ

وتشربُ أســـآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
سـرت قـرباً ، أحـناؤها تتصـلصــلُ

هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــدَلَتْ
وَشَــمــَّرَ مِـني فَــارِطٌ مُتـَمَهِّـلُ

فَـوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكــــبو لِعَقْرهِ
يُباشـرُهُ منهـا ذُقـونٌ وحَوْصَــــلُ

كأن وغـاها ، حـجـرتيهِ وحـــولهُ
أضاميمُ من سَــفْـرِ القـبائلِ ، نُــزَّلُ

توافـينَ مِن شَـتَّى إليهِ ، فضَــــمَّها
كما ضَـمَّ أذواد الأصـاريم مَـنْـهَــل

فَعَبَّتْ غـشــاشــاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها
مع الصُّــبْحِ ، ركـبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ

وآلف وجه الأرض عند افتراشــــها
بأهـْدَأ تُنبيه سَـناسِـنُ قُـحَّـــــلُ

وأعـدلُ مَـنـحـوضاً كـأن فـصُوصَهُ
كِـعَـابٌ دحـاها لاعـبٌ ، فهـي مُثَّلُ

فإن تبتئس بالشــنــفـرى أم قسـطلِ
لما اغتبطتْ بالشــنـفـرى قبلُ ، أطولُ !

طَـرِيدُ جِـناياتٍ تياســرنَ لَــحْـمَهُ
عَـقِـيـرَتـُهُ فـي أيِّـهـا حُــمَّ أولُ

تـنامُ إذا ما نام ، يـقـظى عُـيـُونُـها
حِـثـاثـاً إلى مكـروهـهِ تَـتَغَـلْغَـلُ

وإلفُ هــمـومٍ مـا تـزال تَـعُـودهُ
عِـيـاداً ، كـحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقـلُ

إذا وردتْ أصدرتُـها ، ثُــمَّ إنـهــا
تـثوبُ ، فـتأتي مِـن تُـحَـيْتُ ومن عَلُ

فإمـا ترينــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضاحـياً
عـلى رقــةٍ ، أحـفى ، ولا أتنعـــلُ

فأني لمــــولى الصبر ، أجــتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السَّــمْع ، والحـزم أنعـلُ

وأُعـدمُ أحْـياناً ، وأُغـنى ، وإنـمـا
يـنالُ الغِـنى ذو البُـعْـدَةِ المـتــبَذِّلُ

فلا جَـزَعٌ من خِـلـةٍ مُتكشِّـــفٌ
ولا مَـرِحٌ تحــت الغِــنى أتـخيـلُ

ولا تزدهـي الأجـهال حِلمي ، ولا أُرى
ســؤولاً بأعقاب الأقاويــلِ أُنـمـِلُ

وليلةِ نحــسٍ ، يصطلـي القوس ربـها
وأقـطـعـهُ اللاتـي بـها يــتـنبـلُ

دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــحبتي
سُــعارٌ ، وإرزيـزٌ ، وَوَجْـرٌ ، وأفكُـلُ

فأيَّمتُ نِسـواناً ، وأيتمـتُ وِلْـــدَةً
وعُــدْتُ كما أبْـدَأتُ ، والليــل أليَلُ

وأصـبح ، عنــي ، بالغُميصاءِ ، جالساً
فريقان : مسـؤولٌ ، وآخـــرُ يسـألُ

فقالوا : لقد هَــرَّتْ بِليــلٍ كِلابُـنا
فقـلنا : أذِئـبٌ عــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ

فـلمْ تَـكُ إلا نـبـأةٌ ، ثم هـوَّمَـتْ
فقلنا قطــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــدَلُ

فإن يَكُ من جــنٍّ ، لأبـرحَ طَـارقاً
وإن يَكُ إنســاً ، مَاكهــا الإنسُ تَفعَلُ

ويومٍ من الشِّـــعرى ، يذوبُ لُعابـهُ
أفــاعيـه ، فـي رمضـائهِ ، تتملْمَـلُ

نَصَـبـْتُ له وجـهي ، ولاكـنَّ دُونَهُ
ولا ســتر إلا الأتـحميُّ المُرَعْـبَــلُ

وضافٍ ، إذا هـبتْ لـه الريحُ ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعـــطـافــهِ ما ترجَّــلُ

بعـيدٍ بمسِّ الدِّهــنِ والفَلْــى عُهْدُهُ
له عَبَـسٌ ، عــافٍ من الغسْـل مُحْوَلُ

وخَرقٍ كظـهر الترسِ ، قَـفْرٍ قطعتـهُ
بِعَامِلتــين ، ظـهـرهُ لـيـس يعمـلُ

وألحـقـتُ أولاهُ بأخـراه ، مُوفـيـاً
على قُنَّةٍ ، أُقـعـي مِـراراً وأمـــثُلُ

تَرُودُ الأراوي الصحـمُ حولي ، كأنَّهـا
عَذارى عــلـيهنَّ المــلاءُ المُذَيَّــلُ

ويركُـدْنَ بالآصـالٍ حولي ، كأنـنـي
مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــي الكيحَ أعقلُ

م/ن

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.