المقدمة:
يتحدث تقريري عن ياقوت الحموي، وسبب اخياري لهذا الموضوع لان ياقوت الحموي يعتبر من اشهر الناس لانه قدم لنا الكثير من المعلومات
الموضوع:
من هو ياقوت الحموي:
شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي أديب ومؤلف موسوعات وخطّاط أشتغل بالعلم وأكثر من دراسة الأدب، وقد سمى نفسه (عبد الرحمن)، وكان يقيم في المدرسة النظامية. وأهم مؤلفات ياقوت الرومي كتابهُ المعروف (معجم البلدان) الذي ترجم وطبع عدة مرات.
نشأته:
وهو رحالة جغرافي وأديب وشاعر وخطاط ولغوي، عربي الأصل ولد في مدينة حماة عام 574هـ/1178م، ولهذا يلقب أحياناً بالحموي، وأستوطن مدينة بغداد ونشأ بها فلقب بالبغدادي، وقد أسر الروم والدهُ في غارة لهم على مدينة حماة، ولم يستطع الحمدانيون فداءه مثل غيره من العرب فبقي أسيراً بها وتزوج من فتاة رومية فقيرة أنجبت "ياقوتا" ولهذا لقب بالرومي. وأنتقل بعدها إلى بغداد وهو طفل، وكان واليهِ التاجر عسكر بن أبي نصر البغدادي، وعاملهُ عسكر معاملة الابن، وقد حفظ القرآن الكريم في مسجد متواضع هو المسجد الزيدي بدرب دينار الصغير على يد مقرئ جيد وتعلم القراءة والكتابة والحساب، وحين أتقن ياقوت القراءة والكتابة راح يتردد على مكتبة مسجد الزيدي يقرأ بها الكتب وكان إمام الجامع يشجعه ويعيره الكتب ليقرأها.
وعلمه عسكر شئون التجارة وعمل معه بمتجرهِ، وسافر معه إلى عدة بلاد وكانت أولى أسفاره إلى جزيرة كيش في جنوب الخليج العربي، وكانت جزيرة شهيرة في وقتها بالتجارة. وتوالت أسفار ياقوت إلى بلاد فارس وكافة أرجاء الشام والجزيرة العربية وفلسطين ومصر، وحين اطمأن عسكر لخبرته بالتجارة مكث في بغداد وكان ياقوت يسافر بمفرده وكان أثناء رحلاته يدون ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف.
وفي عام 597هـ/1200م ترك ياقوت الرومي تجارة عسكر وفتح دكاناً متواضعا بحي الكرخ في بغداد ينسخ فيه الكتب لمن يقصده من طلاب العلم، وجعل جدران الدكان رفوفاً يضع بها ما لديه من الكتب التي اشتراها أثناء رحلاته أو الكتب التي نسخها بيده من مكتبة مسجد الزيدي. وكان في الليل يفرغ للقراءة، وأدرك ياقوت أهمية التمكن من اللغة والأدب والتاريخ والشعر فنظم لنفسه أوقاتاً لدراسة اللغة على يد ابن يعيش النحوي، والأدب على يد الأديب اللغوي العُكْبُري.
تأليفه للكتب
وعندما بلغ ياقوت خمساً وعشرين سنة وتمكن من العلوم المختلفة وشعر أن خبراته الجغرافية قد نضجت عاود السفر مرة أخرى، وعمل في تجارة الكتب، فزار فارس ولقي علماءها وأدباءها وسافر إلى الشام وزار بلد مولدهِ حماة. وزار نيسابور وتزوج هناك ومكث عامين، ولكنهُ لم يستطع الأستقرار طويلاً فعاود السفر وتجارة الكتب مرة أخرى بين مدائن خراسان، ومر بمدينة هراة وسرخس ومرو، وكانت مدينة جميلة، فقرر أن يمكث بها فهي مركز ثقافي هام، وكان ياقوت يختبر ما يسمعه من أخبار عن المدينة فقد سمع مثلاً عن أهالي مرو أنهم بخلاء، ولكنهُ وجدهم ليني الأخلاق، يؤثرون الإقتصاد والأعتدال ويكرهون الإسراف وفي مرو وضع عدداً من الكتب، وبدأ في إنجاز مشروعه الكبير لتأليف معجم جغرافي يدون به أسماء البلدان ومما سمعه ورآه عنها محققاً أسماءها ذاكراً لموقعها الدقيق مراعياً الدقة والتحقيق ذاكراً خطوط الطول والعرض وموضحاً لتاريخها وحكاياتها وأخبارها، وهو: (معجم البلدان)، ومع اجتياح المغول لمرو هرب ياقوت الرومي وسافر إلى حلب وكان في رعاية واليها الوزير والعالم المؤرخ الطبيب القفطي الذي رحب به وجعل له راتباً من بيت المال وقد كان ياقوت معجباً بالوالي لعلمه، وقضى ياقوت في حلب خمس سنوات أنهى فيها الكتابة الأولى لمعجم البلدان وكان قد بلغ من العمر خمسة وأربعين عاماً.
ويروى أن سبب تأليف ياقوت لهذا المعجم أن سائلاً قد سأله عن موضع سوق حُباشة بالضم ولكنه نطقها بالفتح وأصر على صحة نطقه وتحقق ياقوت من صحة نطق الاسم فتأكد من صواب نطقه هو للاسم فقرر أن يضع معجماً للبلدان.
وعاود ياقوت السفر مرة أخرى إلى سورية وفلسطين ومصر وكان يودع دائما المعلومات الجديدة التي يجمعها في معجمهِ فظل يصحح فيه ويضبطه إلى أن حان أجله عام 623هـ -1225م في بغداد، وقد طلب من صديقهِ المؤرخ ابن الأثير أن يضع نسخة من كتابهِ في مكتبة مسجد الزيدي ببغداد في الجامع الذي شهد أولى مراحلهُ التعليمية. وقد طلب القفطي منه أن يختصر المعجم لكنه رفض لاعتقاده أن الاختصار يشوه الكتب ويفقدها الكثير من قيمتها العلمية.
وفاته
قال المؤرخ وليد الأعظمي في كتابهِ أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران: ((كان أبو الدر ياقوت الرومي قد تحول من المدرسة النظامية وسكن في دار بدرب دينار الصغير، ووجد ميتاً في منزلهِ يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى عام 622هـ/1225م، وكان قد توفي قبل ذلك بأيام، ولم يشعر بهِ أحد، ثم دفن في مقبرة الخيزران بجوار مشهد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه)).
ورد في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: «ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي شهاب الدين أبو الدر: كان من خدام بعض التجار ببغداد يعرف بعسكر الحموي وياقوت هذا هو صاحب التصانيف والخط أيضاً ووفاته سنة ست وعشرين وستمائة.
وقال المؤرخ ابن كثير في كتابهِ البداية والنهاية في التاريخ: ((توفي في رجب سنة 623هـ)).
الخاتمة:
هذه هي قصة ياقوت الحموي وتجمع قصته بين حياة الجسد وحياة الروح ، وقد كان لها بالأمس القريب والبعيد أناس حافظوا عليها وتركوها لأجيال
المصادر:
البغداديون أخبارهم ومجالسهم – إبراهيم عبد الغني الدروبي – بغداد – مطبعة الرابطة – صفحة 217 في فصل (الخطاطون في بغداد)، حيث ذكر أسمه ياقوت الحموي وذكر انه من مشاهير الخطاطين البغداديين في العصر العباسي ولم يذكر سنة وفاته.
أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران – وليد الأعظمي – مكتبة الرقيم – بغداد 2024م – صفحة 73 ، 74 – (وفيه أسمه مهذب الدين ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي المتوفي في جمادي الأولى من عام 622هـ).
البداية والنهاية – ابن كثير – 13/116 – (وفيهِ ياقوت المتوفي في شهر رجب من عام 623هـ).
المختصر المجتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثي – تحقيق وتعليق الدكتور مصطفى جواد – بغداد – مطبعة المعارف 1371هـ/1951م – 2/201 (وفيه وفاته في شهر ربيع الآخر من عام 622هـ).
شذرات الذهب في أخبار من ذهب – ابن عماد الحنبلي (المتوفي عام1089هـ) – القاهرة – مكتبة القدسي 1350هـ – 5/105.
تاريخ الأعظمية – وليد الأعظمي – بيروت 1999م – صفحة 502 (وفيه اسمه ياقوت الرومي).
جمهرة الخطاطين البغداديين – وليد الأعظمي – بغداد – مطبعة آفاق عربية 1989م – 1/381 (وفيه اسمه ياقوت الرومي).
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان – شمس الدين أحمد بن محمد ابن خلكان – تحقيق محمد محي الدين – القاهرة – مطبعة النهضة المصرية 1949م – 5/173.
التكملة لوفيات النقلة – عبد العظيم المنذري (المتوفي عام 656هـ) – تحقيق الدكتور بشار بن عواد معروف – النجف 1968م – 5/221 وفيه اسمه ياقوت الرومي