تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تقرير / بحث / عن التلوث الضوضائي للصف العاشر

تقرير / بحث / عن التلوث الضوضائي للصف العاشر 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ا.د. عبدالعزيز عاشور

انتشرت الضوضاء وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية انتشارا واسعا، انتشارا يعتبر وبائيا عالميا ، أصبحت الضوضاء تحيط بنا من كل جانب وفي كل مكان وفي كل لحظة ، بحيث أصبح الفرار منها أمرا مستحيلا ، إنها الضريبة التي يجب أن ندفعها مقابل هذه الرفاهية والحضارة المزيفة مثلها مثل أمراض الرفاهية الأخرى كالسكر والسمنة وأمراض القلب .
ما قصة الضوضاء ؟ متى عرفها الانسان واحتك بها ؟ وكيف تطورت ؟ ما الضوضاء علميا ؟ لماذا هي ضارة ؟ ماذا تسبب للانسان ؟ كيف نتحاشاها ؟ كيف نتعامل معها ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها سوف نجيب عنها في الأسطر الآتية ..
تعرف الانسان واحتك بالضوضاء منذ مولده على صورها الطبيعية الموجودة في الطبيعة كما خلقها العلي العظيم ،عند مصاب المياه ، وإنفجار البراكين، وصوت الرعد، وسقوط الصخورمن الجبال وتعايش معها بكل سلام وأمان ، لم يلق لها بالا ولم يفكر قط أن هذه الأصوات من الممكن أن تسبب له يوما ما ضررا ، بل بالعكس وإلى اليوم كان ينظرإلى هذه الظواهروكأنها متعة ومعجزة إلهية ، كأنها آيات بينات لإله عظيم ، وحتى يومنا هذا هناك رحلات سياحية تعد وتنظم للذهاب إلى أماكن سقوط المياه (مثل شلالات نياجرا) ومشاهدة إنفجارالبراكين في جنوب أمريكا وغيرها .
وهكذا سارت البشرية وترعرعت في أحضان الطبيعة الجميلة وعاشا معا في سلام إلى أن بدأ استعمال الحديد وبصورة واسعة ، هنا بدأت مشاكل الضوضاء (التلوث الضوضائي) تظهر بوضوح عند الحدادين الذين يستعملون المطارق القوية لترويض الحديد للاستعمالات المختلفة ، وواصلت البشرية الحياة في سكينة وهدوء إلا من ضرر قليل ، حتى بدأ الإنسان في استعمال المدافع المختلفة المحشية بالبارود ، وحينما اكتشف الديناميت واستعمل في أغراض مختلفة ، عندئذ بدأت مشاكل الضوضاء في الانتشار والتوسع، مثيرة مشاكل صحية كثيرة ،عندئذ فقط بدأ الانسان يتساءل ويتعرف على هذه المشاكل ومصادرها ، ولكن رغم ذلك بقي الغموض يحيط بهذه الظاهرة .
ومع بداية الثورة الصناعية الأولى (مع اختراع الماكينة البخارية)، وظهور مصانع الحديد، والتصنيع الثقيل ، وظهورالآلات المتحركة بالبخار،وظهورالقطارات والسيارات، بدأت الضوضاء تنتشر انتشارا وبائيا دفعت بالعلماء والباحثين إلى التصدي لهذه المشكلة وإيجاد حلول جذرية للتخفيف من معاناتها ومشاكلها .
ومع ظهور الثورة الصناعية الثانية (عصر الالكترونيات) والتي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية انتشرت الضوضاء انتشارا واسعا بحيث أصبحت الضوضاء تلازم الإنسان في كل مكان وزمان ، في المنزل ، في العمل ، في السيارة ، في الشارع ….. الخ .
* والآن نبدأ بإجابة الأسئلة المطروحة سابقا لتغطية الموضوع تغطية شاملة ..
الضوضاء علميا هي خليط من الأصوات المختلفة النوع (الذبذبات) والشدة ، تنطلق من منابع مختلفة تلوث البيئة وتؤثر سلبيا على السمع والجسم وراحه الإنسان وحتى الحيوان .
– ما المنابع الرئيسية والأكثر ضررا على الانسان …. هي :
– المصانع، وخاصة للصناعات الثقيلة .
– المعدات الحربية وخاصه ذات الأصوات العالية .
– الانفجارات.
– الطائرات سواء المدنية منها أو الحربية.
– الموسيقى الصاخبة (الجاز والروك وغيرها) .
– جميع الأعمال التي تستعمل فيها المناشير(الخشب ،الرخام ، الحديد وغيره).
– جميع الأعمال التي تستعمل فيها الحفارات ( Drills).
– المكينات ( Motors) الثقيلة بجيمع أنواعها وحيثما وجدت.
والقائمة طويلة ولا يمكن حصرها وخاصة في عصرنا الحديث حيث أصبحت التقنية تكون جزءا هاما من حياتنا ولا أبالغ إذا قلت انها كل حياتنا ولا حياة بدونها .
السؤال الذي يطرح نفسه ،هل كل هذه الضوضاء المختلفه ضارة ؟
* طبعا كل هذه الضوضاء ضارة إذا ..
وصلت حدتها إلى درجة من القوة بحيث تكون ضارة وهي قوة مقننة علميا ومعترف بها عالميا وهي 85 أو ،83 وحدة سمعية أو ما زاد على ذلك، والغريب في الأمر أنه كلما زادت الحدة أو القوة بخمس أو ثلاث وحدات نقص الزمن اللازم لاحداث الضرر الى النصف ، سبحان الله. طبعا هذا لا يكفي فكلنا يتعرض يوميا لمثل هذه الضوضاء بنفس القوة وأكثر، لاهذا لا يكفي، إلا إذا أثرت هذه الضوضاء على الأذن لفترة زمنية كافية لتسبب الضرر وهي 8 ساعات يوميا إذا كانت قوة الضوضاء 85 وحدة وأقل من 8 ساعات إذا زادت قوة الضوضاء عن 85 وحدة وحتى هذا لا يكفي بل على الضوضاء أن تعمل لمدة أشهر أو سنين كثيرة حتى يمكنها أن تسبب الضررالمتوقع عند القوة المذكورة وهذه المدة تقل مع زيادة قوه الضوضاء.
– إذاً للاعتراف بالضوضاء كضرر مؤثر على الصحة والسمع يجب أن تتوفر العوامل الثلاثة المذكورة آنفا وهي :
– قوه الضوضاء (وحدة 85 وما فوق).
– تؤثر يوميا ولمدة ثماني ساعات (أو أقل حسب شدة الضوضاء) على الجسم.
– تؤثر لفترات طويلة (أشهرأو سنين، حسب قوة الضوضاء) .
هذا يعني ليس كل الضوضاء التي تحيط بنا تؤثر سلبيا على سمعنا وصحتنا وإلاّ لكانت الحياة على هذا الكوكب لا تطاق ولا تحتمل.
وهذه رحمة من الله سبحانه وتعالى بعباده ، فهلا كنا من الشاكرين؟!
إذا كان الأمربهذه الخطورة وهذا الانتشارالواسع، فماذا عملت يا ترى تلك الدول العملاقة حيال هذه المشكلة؟
* لقد عملت هذه الدول (المنتجة والمصدرة للضوضاء) الكثيرلتجعل الحياة رغم هذا التلوث أكثر أمنا وسعادة وراحة كالآتى :
– منذ ظهورهذه المشكلة وحتى يومنا هذا، عملت بحوث ودراسات كثيرة جدا، تحدد نوع المشكلة ، حجمها ، نوع الضررالناتج وثأثيره على الصحة والاقتصاد اليوم وفي الغد.
– وضعت معايير ومقاييس لقياس حجم الضوضاء.
– اخترعت أجهزة للكشف المبكر والمنذر للضوضاء ولقياس قوة الضوضاء بكل دقة.
– وضعت قوانين دولية للاعتراف بضرر الضوضاء على العاملين فيها وتعويضهم بما يناسب نسبة الضرر.
– من الناحية التقنية ،بدأ العمل في إنتاج معدات ومكينات ذات أصوات أقل حدة وشدة.
– في المصانع والورش وغيره اتخذت إجراءات عملية علمية للتخفيف من قوة الضوضاء.
– حماية العاملين فى الضوضاء من الضوضاء بوسائل خاصة تخفف من كمية الضرر (مثل سدادة الأذن، غطاء الأذن، يمكن شراؤها بأسعار رخيصة من أماكن بيع وسائل السلامة)

م/ن

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.