تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بحث , تقرير , اهمية اللغة العربية..

بحث , تقرير , اهمية اللغة العربية.. 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اهمية اللغة العربية.rar

وهذا ايضا..



أولاً : أهمية اللغة العربية من الناحية العقيدية :ـ

من المعلوم أن اللغة هي رباط شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعله من الصلات التي تشد البشر بعضهم إلي بعض ولذلك كانت ميزة آدم عليه السلام في معرفة أسماء المسميات وقد امتحن الله تبارك وتعالى ملائكته بأن سألهم عن هذه الأسماء فعجزوا عن الحديث عنها واختبر آدم عليه السلام فنجح في هذا الاختبار وكان ذلك سبباً لرفع شأنه وإعلاء قدره في الملأ الأعلى ، ذلك لأن الجنس البشري ـ كما هو معلوم ـ جنس اختاره الله تعالى لأن يكون اجتماعياً بفطرته ، ومدنياً بطبعه فهو بحاجة إلي التفاهم ، وما يتبع هذا التفاهم من التعاون ، ولذلك امتن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بتعليم الناس البيان ؛ يقول جل وعلا : (الرحمن * علم القرآن * خلق الانسان * علمه البيان) والبيان من مزايا هذا الانسان . ولذلك فإن الناس الذين يجمعهم المبدأ الواحد والفكر الواحد هم بحاجة إلي أن تكون لهم لغة تربط جميع فئاتهم وتصل بين جميع أطرافهم وتكون وسيلةً للتفاهم بينهم واللغة العربية هي التي يجب أن ترشح لذلك ، لأنها لغة القرآن والقرآن هو كتاب المسلمين جميعا وكذلك هي لغة العبادة ، فالمسلم ـ أيّاً كان ـ عندما يمْثُلُ بين يدي الله سبحانه وتعالى يخاطب الله بلسان عربي مبين فيقول : (إياك نعبد* وإياك نستعين) ولا فرق في ذلك بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود ولا جاهل ولا عالم لأنها لغة مشتركة بين جميع المسلمين ولم تعد ملكاً للعرب ، بعد أن نزل بها القرآن واختارها الله سبحانه وتعالي لأن تكون وعاءً لكلامه فهي لغة العرب والعجم من جميع المسلمين ، ولذلك فإننا عندما نغار على هذة اللغة ، لا نغار عليها من منطلق العصبية القومية الجاهلية ، وإنما نغار عليها لأنها لغة الإسلام ولأنها لغة القرآن المحافظة عليها محافظة على قيم الإسلام التي جاء بها الكتاب الكريم وجاءت بها السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ولأننا لا نستطيع أن ندرك معاني القرآن الكريم ونفهم العقيدة الحقة ، ونصل إلي أسرار الشريعة الغراء ونعرف أحكام ديننا الحنيف إلا من خلال إطّلاعنا على هذه اللغة ومعرفتنا الدقيقة بها .

ثانياً : أهمية اللغة العربية من الناحية الحضارية :ـ

لقد شاء الله تعالى أن تمر العربية كغيرها من اللغات بمراحل ، فقد هذبتها الألسن العربية وطوّرتها طوراً بعد طور إلى أن تهيأت لأن تكون وعاءً لكلام الله عندما نزل بها القرآن على قلب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقد كان العرب في ذلك الوقت على ذروة الفصاحة والبلاغة وكانت الجزيرة زاخرة بالجم الغفير من الخطباء والشعراء الذين يلقون الحديث العربي قصيده ورجزه ونثره ونظمه وهم يتبارون في هذا المضمار ويتفاخرون بالسبق إلى قصبات السبق فيه ، وقد كانوا يجتمعون في أسواقهم التي كانت تعقد في الحجاز من أجل هذا التباري وكانوا يتقنون التعبير ولا يحتاجون إلى وضع ضوابط لها لأنهم نشأوا عليها فهم يتقنونها بالسليقة وبالممارسة وما كانت تشوبهم عجمة في حديثهم ، فكان المخطئ منهم يعرف خطأه بالبديهة ، وعندما دخلتْ الشعوب في دين الله أفواجا احتاج الناس إلى ضوابط لهذه اللغة وذلك لسببين :ـ

الأول : أن تلك الشعوب لم تكن عندها الملكة العربية التي كانت عند العرب .

الثاني : أن العرب أنفسهم شابتْ عربيتهم شوائب من العجمة بسبب الاختلاط فاحتاجوا إلى وضع هذه االضوابط على أن معظم الأئمة الذين خدموا العربية وبحثوا فنونها وتعمقوا في دراسة اشتقاقاتها ووضعوا الضوابط لها هم من غير العرب كالأخفش وسيبويه والفراء والكسائي … وهم مع ذلك يفتخرون ويعتزون وكل ذلك من أجل خدمة القرآن ومن أجل الحفاظ على معرفة معانيه وإعجازه .

ولذلك فإنه من العار على المسلم أن يحسن اللغات الأجنبية ومن بينها لغات المستعمرين الذين استذلوه واستعبدوه ، وأنْ يفاخر بإتقانها وهو لا يتقن اللغة العربية . والمسلمون هم أحوج الناس لهذا التواصل الحضاري من خلال التفاهم بهذه اللغة وهذا أمر مهيأ بدليل أن غير العرب يعتنون بهذه اللغة ويتفوقون على العرب فيها ، من أمثلة ذلك أنه في بريطانيا نُظّمَتْ مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى ، واشترك فيها الكثير من الشعراء وكان الفائز الأول هو شاعر من السنغال بقصيدة له في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مطلعها :

هجرت بطاح مكة والهـضابا
وودعت المنازل والرحابا

اتخذت من الدجى يا بدر سترا
ومن رهبوت حلكته ثيابا

وهذا الشاعر مسلم غير عربي ولكن القرآن جعله يعتني بالعربية . فنحن يجب أن نكون أحرص الناس على العربية لأنها لغتنا ولأنها لغة الصلاة لكل مسلم ، وهي لغة الحضارة والزمن القادم يرفض أية لغة سواها إن نحن بقينا نعتز بها ومع ذلك فهي خالدة بخلود القرآن ، ويجب علينا تعلمها والدفاع عنها من أي دخيل يحاول أن يقلل من شأنها وأن يسلك طريقاً غيرها من الذين يدّعون الطور ومسايرة الركب الحضاري ولو على حساب اللغة والدين ، ومن واجبنا نحن العرب أن نحرص على استخدامها فيما بيننا وخاصة في المؤسسات التعليمية كالجامعات والكليات المختلفة لأنها رابط عربي وثيق . وعلينا أن نتنبه من الدعوات المعاصرة والتي تنادي باستخدام اللغة العامية المحلية أو خلط العامية بالعربية كما هو الحال عند بعض الشعراء المتأثرين بالفكر الاشتراكي من مدعي الحداثة وغيرها ، أو أولئك المستسلمين لأحوال سواد الناس والذين يمزقون العربية راكبين غمار الشعر النبطي مدّعين أن الناس اليوم تحبه والجمهور كلهم عليه ومعه . إن هذا الكلام هو الاستسلام بعينه والتخلي عن المبادئ والقيم وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وإلا كيف ننزل إلى أسفل سافلين بحجة الجاهلين والذين لا يهمهم من سماع الشعر غير الضحك وترقيص الأجساد والأبدان وهم عن العربية وحبها بعيدون بعد المشرق عن المغرب ، فأين حبنا للعربية ؟؟ فلو أحببنا العربية لما تنازلنا عنها من أجل عامة الناس ومن أجل الذين لا صلة لهم بالأدب وتذوقه . فهل عرفنا قدر العربية وأعطيناها كلنا لتعطينا بعضها .

أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

ومسك الختام أتم صلاة وأزكى سلام على خير الأنام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.