تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بحث , تقرير , الجمل وتكيفه مع البيئة الصحراوية للصف العاشر

بحث , تقرير , الجمل وتكيفه مع البيئة الصحراوية للصف العاشر 2024.

ارجو التقييم

المقدمة:
كوننا عرب ، و نعيش في الوطن العربي حيث تنتشر نطاقات البيئة الصحراوية بدرجاتها الثلاث : بيئة صحراوية جافة ،بيئة صحراوية متطرفة الجفاف ،و الأخيرة البيئة الشبه الجافة، فمن الجدير بنا التعرف على خصائص بيئتنا ، و كيف بإمكان الحيوانات و النباتات التأقلم معها. و أكبر مثال هو سفينة الصحراء(الجمل).
وضع الإبل في المملكة الحيوانية: Animal Kingdom
صف: الثدييات Mammilia.
مجموعة: وساديات الأقدام Tylopoda.
العائلة: الجملية Camelidae.
ورغم أن الجمل يَجْتَرّ الطعام فإنه من الخطأ القول بأنه من رتبة المجترات؛ لأن رتبة المجترات لها 4 غرف للمعدة، أما الحيوانات وِسَاديات القدم فتتكون المعدة عندها من ثلاث غرف فقط.
الجمل والبيئة الخارجية
الجمال تستطيع أن تعيش في جو بارد أو حار.. إلا أن تكيفها على العيش في المناطق الحارة والجافة يُعَدُّ منظومة عجيبة تستحق النظر.
لا يفضل الجمل وحيد السنام العيش في المناطق الممطرة، بل يفضل المناطق التي تمر بها فترات حرارة طويلة من الجفاف قد تصل إلى ثمانية أشهر.
ومن ثَمَّ يتمتع بنظام متميز يمكنه من التكيف مع الجفاف والحرارة العالية.. كما يلعب شكله الخارجي دورًا هامًّا في هذه الظروف القاسية.
شكل الجمل
يتراوح لون الجمل من البني إلى الرمادي، وفي حالات نادرة اللون الأبيض، العينان كبيرتان وبارزتان أشبه بعين الغزال، الأهداب طويلة وكثيفة ويوجد غشاء رقيق تحت الجفن يحتوي على غدد كاملة التطور، وظيفتها حماية القرنية من الرمال في البيئة الصحراوية.. الجمل له فَم كبير واللسان طويل وصلب كي يسهل من عملية التقاط المواد الشوكية.. تختلف الأسنان في الإبل عنها في أي حيوان آخر.. حيث تمتاز بقواطع في الفك العلوي، بينما لا توجد إلا في الفك السفلي في الحيوانات الأخرى.. ولها أنياب قوية تميزها عن المجترات الحقيقية.. عدد أسنان الإبل هو "34".
الشفة العليا سميكة ذو حساسية شديدة للأشواك، يغطيها شعر كثيف بمقارنتها بالشفة السفلى المتدلية. الشفة العليا مشقوقة طوليًّا في المنتصف، وبها أخدود يتصل بفتحة الأنف حتى يمكن للرطوبة التي تتكون على فتحتي الأنف أن تمر إلى الفم..
يغطي فتحتي الأنف شعر كثيف يمنع الرمال من الدخول إليهما، بل محاطتان بعضلات قوية تمكنهما من الانغلاق في العواصف الرملية.. والأنف ترتعش دائمًا لتبريد هواء الشهيق.
القدم ذو أصابع واسعة ومفرطحة، تغوص في وِسادة جلدية.. وفي أثناء السير تتفرطح هذه الوسائد نتيجة الضغط عليها مانعة القدم من الغوص في الرمال.. ويسير الجمل بحركة تأَرْجُحِيَّة.. يمشي فيها على الأرجل اليمنى تارة، ثم ينتقل على الأرجل اليسرى تارة أخرى..
الجمل له سنام مميز، يخزن به الدهن مع بعض الأنسجة الليفية كمخزن للطاقة.. ولا يتسرب الدهن إلى تحت الجلد كالحيوانات الأخرى.. وهو يقع في مركز الجسم بارتفاع 50سم ومحيطه يبلغ ما يقرب من 200سم.. الجمل العربي أكثر طولاً من الجمل ذي السنامين؛ حيث يبلغ حوالي متر و85 سم عند الكتف، ومترين و15 سم عند السنام، يبلغ وزن الجمل في المتوسط من 450 إلى 600 كيلو جرام محمولاً على أربع أرجل طويلة ورفيعة واسعة الخطوات لسهولة الحركة في الصحراء.
الجمل له ذيل قصيرة مجدول ينتهي بخصلة من الشعر.
فرو الجمل ناعم وقصير يبلغ حوالي 30سم في بعض مناطق الجسم.. يتساقط في الربيع والصيف وينمو في الخريف. يسقط الجمل ما يقرب من كيلوجرامين و 25 جرامًا من الشعر في كل مرة.
الفرو له سُمْك متوسط حتى يمنع التبخر العالي للمياه في الحرارة العالية.. كما أنه غير رفيع حتى لا يسمح بدخول كميات حرارة عالية داخل الجسم.
اللون الفاتح لفراء الجمل يعني أن أشعة الشمس تنعكس على سطح الفرو.. أما عن الجلد فهو سميك داكن اللون يمتص الأشعة فوق البنفسجية المخترقة، ويمنع بالتالي تليف الأنسجة.. المياه القليلة التي تتبخر في درجة الحرارة العالية تتجمع على سطح الفرو وبالتالي تعطي إحساسًا بالرطوبة.
الجسم الكبير للجمل لا يعتبر عيبًا.. فهو يساعد على اكتساب الحرارة ببطء.. كما أن الجمل يستطيع ضبط وضع الجسم بحيث يجعل أقل مساحة ممكنة معرضة للشمس.. ويجلس في فترات الصباح الباكر في محاولة لتفادي أكبر قدر من الأشعة المعكوسة على الأرض الجدباء..
توجد وسائد قرنية تحت الصدر وعلى الركبة ذات فائدة كبيرة أثناء الجلوس، حيث إنها الأجزاء التي تلامس الأرض.. تحمل الناقة جنينها لمدة 13 شهرًا.. ويبقى العجل بجانب والدته حتى البلوغ عند سن 5 سنوات، ويعيش الجمل من 40 إلى 50 عامًا وتتراوح سرعته أثناء السير ما بين 5 إلى 7 كجم.
17 يوماً بلا ماء !
يستطيع الجمل العربي أن يعيش بدون ماء أو طعام مدة ما يقرب من سبعة عشر يومًا.. كما أنه يستطيع أن يعوض الكمية المفقودة من الماء في فترة قصيرة جدًّا.. حيث يمكنه شرب ما يقرب من 100 لتر ماء في عشر دقائق.. حيوان بهذه المنظومة العجيبة.. لا بد له من امتلاك تركيبة فسيولوجية خاصة تمكنه من تحمل الحرارة بلا ماء.. بل تضبط له العمليات الحيوية في الجسم.. ونظام مماثل يمنع انفجار أو تحلل كرات الدم الحمراء (haemolysis) عند شرب هذه الكمية الهائلة من المياه في هذا الوقت القصير.
يشرب الجمل في الظروف العادية ما يقرب من 25 ß 30 لترًا في المواسم الجافة..
يستطيع الجمل أن يفقد 30% من ماء جسمه ولا يفقد شهيته للطعام حتى في أشد حالات الجفاف..
تكيف الجمل
(1) المقدرة المتميزة في تغيير حرارة الجسم:
حينما يتوفر الماء والطعام للجمل.. فإن حرارة الجسم تتغير بمقدار 2C، إلا أنه تحت الظروف القاسية من الحرارة والجفاف يغير الجمل من حرارة جسمه لدرجة تصل إلى أكبر من 6C. الحرارة المرتفعة للجسم تقلل من فارق الحرارة بين الجسم والبيئة الخارجية؛ ومن ثَمَّ تقلل نسبة التبخر (العرق).. حينما تقل حرارة الجو في المساء.. يقلل الجمل من حرارة جسمه حتى يخرج الحرارة الكامنة بلا نقص يُذْكر في المياه.
(2) الجمل من الحيوانات التي تعرق للتخلص من الماء.. إلا أنه – وفي بعض الأحياء – يلجأ إلى "اللهث" السريع من خلال التنفس تحت الظروف المناخية الصعبة..
لهث الجمل يتم متتاليًا بدون فترة راحة بين الشهيق والزفير؛ لتهوية المناطق العلوية وممرات التنفس التي يتبخر المياه من عندها فيقل بذلك معدل التبخر.
معدل التنفس في الدقيقة يصل إلى 8 مرات، إلا أنه يزيد تحت الظروف المذكورة إلى 12 مرة في الدقيقة.
(3) الجهاز الهضمي للجمل: يتميز بتركيب تشريحي وفسيولوجي يساعده على التأقلم على مدى واسع من المواد الغذائية الخشنة.. مريء الجمل طويل بقدر كبير أطول من القصبة الهوائية، ومبطن بالغدد التي تفرز المخاط بهدف ترطيب غذاء الإبل.
وتختلف أجزاء المعدة المركبة في الإبل عنها في المجترات الحقيقة.. فعلى السطح الخارجي للمعدة توجد منطقتان من الأكياس الغُددية ذات وظائف إفرازية تكمل وظائف الغدد اللعابية وتضيف كميات كبيرة من السوائل..
معدل إفراز اللعاب في الإبل كبير الشبه بالمجترات، إلا أنه يحتوي على كمية بسيطة من إنزيم الأميليز الذي يصل معدل إفرازه في حالة توفر الماء إلى 21 لترًا يوميًّا.. ويقل معدله حتى يصل إلى 0.64 لتر عند الإبل العطشى.. ويستمر الجمل تحريك فمه مفرزًا اللعاب ويجتر باستمرار حتى يحافظ على رطوبة فمه وسهولة البلع.
ويحتوي اللعاب على نسبة من اليوريا العائدة من الكبد.. حيث تعود مرة أخرى إلى (المعدة)؛ لتستخدم في تصنيع البروتين.
عملية الهضم تعتمد بدرجة كبيرة على وجود الميكروبات في معدة الحيوان، التي تزداد خلال فترة تناقص المياه، ولا تتأثر الجمال بذلك كغيرها من حيوانات أخرى. تغيب الحويصلة الصفراوية في الإبل وذلك حتى:
( أ) تُوَفِّر كمية من الماء تستخدم داخل الحويصلة؛ لتواجد مركبات الإفراز (100 – 150 مليمتر في الأبقار).
(ب) تمنع حدوث الالتهابات في الحويصلة التي قد تنتج عن قلة الغذاء والماء.
(جـ) لا توجد أي حاجة لإفراز كميات كبيرة من الصفراء نظرًا لطبيعة غذاء الإبل الفقير في الدهن.
دور كرات الدم الحمراء RBc’s
تستطيع الإبل أن تفقد ما يقرب من 30% من جسمها ماء دون أن تموت، حيث يضبط حجم البلازما في الإبل على حساب سوائل الأنسجة واستخدام ماء العمليات الحيوية، فتظل الدورة غير معوقة.
تحت الميكروسكوب.. تبدو خلية الدم في الجمل بيضوية الشكل، وبالتالي تستطيع الدوران بسهولة في الدم اللزج.. وعند شرب كمية كبيرة من المياه.. تتضخم الخلية إلى 240% من حجمها الطبيعي بلا انفجار (haemolysis)، وذلك للخاصية المطاطية لجدار خلية الدم في الجمال.
يرتفع البروتين في دم الجمل إلى 70%، ويزيد الألبيومين إلى 20%.. وجود الألبومين في بلازما الدم يسبب زيادة في الضغط الأسموزي الذي بدوره يؤدي إلى الحفاظ على السوائل في الأوعية الدموية.
(5) معدل خروج البول أثناء الجفاف:
ينخفض معدل خروج البول أثناء الجفاف إلى درجة كبيرة جدًّا، ويعتبر أهم آلية مستخدمة بواسطة الجمل للحفاظ على المياه..
تركيز البول يؤدي أيضًا إلى تمكن الجمل من شرب ماء تزيد ملوحته على ملوحة ماء البحر..
يحرج الجمل في الظروف العادية ما يقرب من 7 لترات يوميًّا.. إلا أنه في ظروف الجفاف قد يخرج لترًا في اليوم فقط.. كما يفرز هرمون الفازوبرسين (Vasopressin) الذي يُثَبِّط معدل سريان البول في الكُلْيَة.
يؤدي أيضًا هذا الهرمون إلى خروج كمية كبيرة من البوتاسيوم وكمية قليلة من الصوديوم؛ ليخدم بعد ذلك في الضبط الأوزموزي في أثناء وجود الماء، نتيجة لقلة خروج الماء أثناء الجفاف يزداد تركيز اليوريا الذي يتحول إلى بروتين عن طريق البكتريا، ويرجع من خلال مجرى الدم إلى الأمعاء.
تختلف الكُلْيَة بذلك من الناحية التشريحية عنها في المجترات الحقيقية؛ حيث يزيد طول وعدد أنابيب هنل (Loop of Henle) بدرجة كبيرة، مما يساعد على تركيز البول، ومن ثَمَّ فَقْد كمية أقل من الماء لإخراج نفس الكمية من عناصر البول..
الخاتمة :
ما لاحظناه في تكيف الجمل مع البيئة الصحراوية و التأقلم معها بشكل جميل ، ما هو إلا مظهر من المظاهر التي تدعونا إلى التأمل في خلق الله سبحانه و تعالى .
قال الله تعالى أَلمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّموَاتِ وَمَا فِى اْلأَرِض وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِى اللهِ بِغَيْر عِلْمٍ وَلاَ هُدىً وَلاَ كِتَابٍ مُنيرٍ ( سورة لقمان(الآية20)

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.